الفلكى صاحب الميدان والشارع وأشهر عالم فلك!!

الفلكى صاحب الميدان والشارع وأشهر عالم فلك!!

من ميدان باب اللوق تتفرع عدة شوارع، كل منها صفحة من تاريخ القاهرة.. ومن تاريخ رجالها العظام. فالشوارع هى تاريخ الأمة.. ومن أشهر هذه الشوارع شارع الفلكى.. فمن هو. وماذا كانت عظمته حتى أطلقوا اسمه على واحد من أطول الشوارع الخارجة من ميدان باب اللوق؟!

** هو محمود الفلكى – أو محمود باشا حمدى الفلكى. الذى ولد عام 1815 فى عهد النهضة العظمى التى بدأها محمد على باشا.

ولأنه كان من أوائل الناجحين عينوه أستاذا مساعدا للعلوم الرياضية ونال رتبة الملازم، وكان من تلاميذه على مبارك. وتعلم الفرنسية فترجم بعض الكتب الفرنسية فى الرياضيات. وتعمق فى دارسة الفلك على كبار علماء فرنسا، ثم قام بتدريسها لتلاميذ المهندسخانة ومنهم إسماعيل باشا الفلكى.

** ابتكر محمود الفلكى علم التقاويم السنوية فوضع تقويما عام 1264 هجرية قارن فيه بين التواريخ الهجرية والميلادية والقبطية أو بين مواقع الشمس والقمر لتلك السنة. ومنذ ذلك الوقت عرف بين الناس باسم الفلكى الذى ارتبط به طوال حياته.. وبعد مماته.

وفى عام 1850م قرر عباس الأول تنظيم دار الرصد “رصد خانة” التى أنشأها محمد على باشا فأرسل ثلاثة من المهندسين النابغين إلى باريس للتخصص فى الفلك هم: محمود الفلكى. وتلميذيه إسماعيل الفلكى وحسين أفندى إبراهيم اللذين أتما دراستهما فى المهندسخانة. وعاش محمود الفلكى تسع سنوات يدرس الفلك والرياضيات فى دار الرصد فى باريس. ثم فى أوروبا. ونبغ حتى نشرت أبحاثه فى المجلات الأوروبية.

وفى عام 1871 عين محمود الفلكى ناظرا لمدرسة المهندسخانة ثم ناظرا للرصدخانة وحضر المؤتمرات الفلكية فى باريس والبندقية. وعلى سطح بيته فى “ميدان الفلكى” أنشأ مزولة تبين ساعات النهار. ولكنها للأسف رفعت بعد وفاته.

** ثم بدأ مشوار المناصب العليا فتولى نظارة الأشغال العمومية عام 1882 فى نظارة حكومة إسماعيل باشا راغب وهى الوزارة التى بقي فيها أحمد عرابى باشا ناظرا للجهادية والبحرية. ثم أعيد اختياره وزيرا “ناظرا” فى حكومة نوبار باشا يوم 10 يناير 1884 عندما اختير ناظرا للمعارف العمومية وظل وزيرا للمعارف حتى وفاته يوم 19 يوليو عام 1885.

** هذا هو محمود باشا حمدى الفلكى أنبغ من أنجبتهم مصر الحديثة فى علمى الفلك والرياضيات، ابن الغربية الذى أطلقوا اسمه على ميدان باب اللوق.. ثم عادوا فاكتفوا باسمه على أطول شارع يخرج من هذا الميدان اللوق. ويمتد الشارع حتى يصل إلى قرب مدرسة “كلية” دار العلوم القديمة فى المنيرة.. (أليس هذا شارعا واسما يفخر به كل مصرى)؟!

و افخر ان عيادتى بهذا الشارع!